السبت، ٦ أغسطس ٢٠١١

كل عام والجميع بخير

بسمالله الرحمن الرحيم
اهدار الوقت ليس من حقك ((هذا هو العنوان )

كل انسان حر فى وقته ينفق ساعاته وايامه ولياليه كيفما شاء يمضيهما لهوا او لعبا او جدا او كدا او يمزج بين نقيضين
زليس لاحد التدخل او الاعتراض
هذا التصور سنكتشف جميعا زيفه وبطلان حجته عندما نقف بين يدى الله يوم العرض عليه...ونجد انفسنا مضطرين لان نعرض امام رب العرش العظيم تقارير عما صنعناه طيلة اعمارنا

فهل نفكر كيف يكون الحال اذا لم نجد شيئا يستحق ان نقوله وقتها

دكتور ناصر ابو عامر مدرس الحديث فىالازهر يذكرنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((
لاتزول قدم ابن ادم يوم القيامة حتى يسئل عن اربع:
عن عمره فيما افناه.........وعن شبابه فيما ابلاه ..........وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ..........وعن علمه ماذا فعل به؟
اى ان المسلم رغم مايبدو له من حرية فى اضاعة وقته الا انه سيجد نفسه محاسبا على هذا الوقت لان الله لم يخلقه عبثا او لمجرد الوجود فى الدنيا
ولكن جعله سببا لتعميرها وكلفه مسؤليات ومهام تجاه نفسه وتجاه الاخرين
كما اعلى الله من قيمة العمل والسعى ورفض الكسل والتقاعس والتواكل والاستسلام للشيطان باضاعة الوقت فى اللهو وكثرة الكلام
والعبث...
ونجد الحديث الشريف يذكر لنا السؤال عن العمر ككل ثم يخص بعد ذلك مرحلة الشباب باعتبارها مرحلة التكليف الشرعى والانطلاق نحو المهام والمسؤلياات على كل المستويات كما انها مرحلة الصحة والقوة التى تتيح للمسلم القيام باكبر قدر من الاعمال والطاعات التى يستطيع ان يذكرها لربه عند السؤال
وينبه دكتور ناصر لنقطه اخرى تتعلق بحديث اخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه ((
خذ من شبابك قبل هرمك ॥وخذ من صحتك قبل مرضك...وخذ من فراغك قبل شغلك ))
وتفسير ذلك ان الانسان فى شبابه يكون اقدر للعباده مثلا على الخروج للحج والعمرة والصلاة فى المسجد وقيام الليل والصيام فرض ونوافل وقراءة القرءان
وكذلك الخروج للعمل واكتساب المال وتربية الابناء وتعليمهم وتقيم كل مايقدر عليه للاخرين
ولكن اذا ماكبرت سنه فقد تقعده امراض الشيخوخه فلا يستطيع الخروج للحج او الذهاب للمساجد ولاتعينه عافيته غلى قيام الليل وصيام التطوع ...ولعله يكون قد ادخر شيئا فى شبابه لهذه الايام ويعتبره رصيدا له فى اخرته
كما ان المسلم قد يكون فى بعض مراحل حياته لديه فسحة من الوقت يمكنه استثمارها فى تحقيق اكبر قدر من الانجازات والعبادات لانه قد ينشغل بعد ذلك باعباء كثيرة تجاه عمله واسرته تقلل من فراغه
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (
(نعمتان مبغون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ))
والغبن هو ان تبيع سلعة باقل من ثمنها او تشتريها باضعاف ثمنها.... فانت هنا خاسر فى كلا الحالتين
ومعنى الحديث ان من صح بدنه وتفرغ من الاشغال ولم يشغل نفسه ووقته للعباده والاعمال الصالحه والنافعه له ولغيره فهو المغبون وكمن ضيع حياته هباء
والزمن من النعم التى انعم الله بها على العباد لذا نجده (( جل وعلى )) يقسم بها فى قوله ((
والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات ))... اى انه عدا الاعمال الصالحه فهو فى خسران ونقصان
ويقول الشيخ الغزالى رحمه الله :
كل مفقود عسى ان نعوضه او نسترجعه الا الوقت
ويكون حساب المضيع لعمره ووقته اشد اذا كان العمر مديدا ولم يحسن صاحبه استغلاله لصالحه
ويقول صلى الله عليه وسلم : ((
خيركم من طال عمره وحسن عمله )
)
وكل عام وانتم فى حسن عمل وصلاح دين ودنيا