الأربعاء، ١٥ سبتمبر ٢٠١٠

ومـــــــــاذا بعـــد رمــضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

سالت نفسى هذا السؤال
وبعد بحث كثير....وجدت الاجابه فى ورقه فلوسكاب اعطانيها احد الزملاء
من اين اتيت بها؟؟؟؟
من المسجد....انها توزع بالمسجد
ولسان حاله يقول((فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ))
اللهم انفعتا بماتعلمنا...وعلمنا ماينفعنا
وهيا نقرأ سويا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى...وبعد

مضت ايام العيد ..وبدأ كل واحد منا يسئل نفسه وماذا بعد رمضان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كنا منذ ايام قلائل فى صيام وصلاة وقيام وتلاوة قرءان ..وذكر ودعاء وصدقات وصلة ارحام
ذقنا حلاوة الايمان وعرفنا حقيقة الصيام وذقنا حلاوة المناجاة بالاسحار
كنا نصلى صلاة من جعلت قرة عينه فى الصلاة ..وصمنا كمن ذاق وستلذ بطعم الصيام واستمتع بحلاوته والشوق اليه كل ليلة فى سحوره...وقدمنا زكاة المال براحة نفس مستعذبة الانفاق...وتصدقنا بما لم نتصدق به طول العام
عشنا كما لم نعيش فى عامنا كله...
كنا نتقلب فى اعمال الخير وابوابه حتى قال من قال: ياليتنى مت على هذا الحال ..ياليت خاتمتى فى رمضان لما يشعر به من حلاوة الايمان ولذة الطاعه

رحل رمضان ولم يمض على رحيله الا ايام قلائل ولربما عاد تارك الصلاة الى تركها ...وعاد شارب الدخان الى شربه
وعادت الاغانى الى الاسماع ...وعاد الدش والتلفزيون الى عهده القديم فلا يطفىء الى عند النوم....
وكاننا نستمتع بالعوده الى المعاصى ((نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ))
نحن لانقول ان نكون كما كنا فى رمضان ..فالنفس لاتطيق ذلك..(والا كان سبحانه وتعالى جعل العام كله رمضان ))
ولكن نقول :لا للا
نقطاع عن الاعمال الصالحه فلنحيا على الصيام والقيام والصدقه ولو بالقليل
وكذلك اعطانا الله نعمة صيام الست من شوال
وتعالوا معا نقف مع انفسنا بعض الوقفات الايمانيه

الوقفة الاولى : ماذا استفدنا من رمضان
هانحن نودع رمضان بلياليه العطره ..نودع شهر التقوى والصبر والرحمه والمغفرة والعتق من النار
فماذا جنينا من ثماره اليانعه وظلاله الوارفه ؟؟؟؟
هل تلبسنا بالتقوى .. وتخرجنا من مدرسة المجاهدين
هل تعلمنا المثابره على الطاعه ..والخوف من المعصيه
هل وهل وهل...........اسئله كثيرة تتداعى على قلب كل مسلم صادق الايمان ...... وكل ورع تائب يتمنى رضا الرحمن
والاجابة واضحة جلية...
ان رمضان مدرسه ايمانيه ومحطة روحيه للتزود وشحذ الهمم لبقية السنه وانتظار رمضان القادم بشرف المؤمن الهمام

الوقفه الثانيه : ولاتكونوا كالتى نقضت غزلها
ان كنت ممن صمته حقا ..وقمته صدقا ..واجتهدت فى مجاهدة نفسك ..
فاحمد الله واسئله الثبات على ذلك حتى الممات...
ارأيت لو غزلت غزلا وصنعت منه ثوبا واعجبك ثم عدت لفكه ونقض خيوطه وتقطيعه ...فماذا يقول الناس عنك!!!!!!!!!!!
ومن امثلة ذلك : تضييع الصلاة مع الجماعه من اول ايام العيد...تضييع صلاة الفجر فى وقتها ...
كذلك الجرى الى الاغانى والافلام والسينما والمسارح ....
التبرج والسفور والاختلاط فى الحدائق والمعاكاسات بل اننا نسمع الشباب والفتيات وهم يقولون ((رمضان خلص الحمد لله ))
سبحان الله (وهل يكب الناس قى النار الا.. حصاد السنتهم)

ما هكذا تشكر النعم ..وما هكذا نختم الشهر ..وماهكذا نشكر الله على بلوغنا الصيام والقيام
وليست هذه علامة الق
بول بل هذا جحود للنعمة ...وذلك دليل على عدم القبول والعياذبالله..لان الصائم حقيقة يفرح يوم العيد بفطره ويحمد ويشكر ربه غلى اتمام صومه ويظل يدعوا الله ويسئله القبول
ومن علامات القبول ان يرى فى نفسه انه مازال على حاله مثل رمضان من اقبال على الطاعه وطلب الاستذاده من الخير الحسى والمعنوى ((
واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ))

الوقفة الثالثة : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
فرب رمضان هو رب الشهور كلها ..وقال تعالى (فاستقم كما امرت ومن تاب معك )...وقال (فاستقيموا اليه واستغفروه )
و
قال صلى الله عليه وسلم : قل امنت ثم استقم
فلئن انتهى رمضان فهناك صيام الست من شوال....وصيام الاثنين والخمبس من كل اسبوع....وهناك الايام البيض من كل شهر هجرى... ويام يوم عرفه ....ويوم عاشوراء او التاسع والعاشر
ولئن انتهى قيام رمضان..فالقيام مشروع فى ليالى العمر كله ..(
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحارهم يستغفرون )
ولئن انتهت زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضه وصدقة التطوع فى السر والعلن
ولئن ختمت القرءان فى رمضان على ماكان ثواب الحرف فيه مضاعفا سبعين مرة عن غيره من شهور السنه...فالاولى مضاعفة القرءاة فى غيره حتى نلحق بالحسنات ونحاول مضاعفة الثواب
وهكذا نتقوى بالله على الاستقامه والثبات فى الامر(الله يا مقلب القلوب ..ثبت قلبى على طاعتك )

الوقفة الرابعة : لكل عمل شرة..ولكل شرة فتره (بكسره للشين وشدة للراء )
ومن كانت فترته الى ينتى فقد اهتدى ومن كانت الى غير ذلك فقد هلك
وقال عمر ابن الخطاب رضى الله عنه :( ان لهذه القلوب اقبالا وادبارا فاذا اقبلت فخذوها بالنواقل واذا ادبرت فالزموها فالفرائض )
اما الذى يقول ساعة وساعه فهو هالك لا محاله الا اذا تاب واناب الى ربه قبل ان ياتيه اليقين
ومر وهيب بن ورد(احد الصالحين ) على قوم يلهون ويضحكون فى العيد فقال : ان كان هؤلاء متقبل صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وان لم يتقبل فما هذا فعل الوجلين

الوقفة الخامسة :عليك بالاستغفار والشكر
اكثروا من الاستغفار فانه ختام الاعمال الصالحة كالصلاة والحج والمجالس
قال ابو هريرة رضى الله عنه : الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه" فمن استطاع ان يجيء بصيام مرقع فليفعل
وكتب عمر ابن عبد العزيز الى الامصار :يامرهم بختم رمضان بالاستغفار والصدقة وقال : قولوا كما قال ابوكم ادم عليه السلام ((
ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ))
واكثروا من شكر الله على توفيقه لكم فى صيامكم وقيام شهركم ...وقال تعالى : ((
ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ))

الوقفه السادسه :هل قبل صيامك ام لا
ان الفائزون فى رمضان ..نهارهم صائمون وللقرءان تاليون ..ليلهم ساجدون راكعون خاشعون وبالغروب والاسحار مسبحين مهللين مستغفرين ......ماتركوا بابا من ابواب الخير الا ولجوه ...ومع ذلك خائفون ..!هل قبلت اعمالهم؟؟وهل كانت لوجه الله؟
((
الذين يؤتون ما اّتوا وقلوبهم وجلة ))
قال على ابن ابى طالب رضى الله عنه :كونوا لقبول العمل اشد اهتماما من العمل نفسه الم تسمعوا قول الله عزوجل ((انما يتقبل الله من المتقين ))
وكان ابن مسعودى ينادى فى اخر ليلة من رمضان : ياليت شعرى من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه
علامات القبول :1_الحسنة بعد الحسنة...فمن رضى الله عنه وفقه للعمل الصالح
2_التوبه من الذنوب الماضيه وعدم العودة اليها من اعظم العلامات الداله على رضا الله تعالى عن عبده 3_الغيرة للدين اذا انتهكت المحرمات 4_المحافظة على الصلاة فى اوقاتها
5_انشراح الصدر للعباده والشعور بلذة الطاعه وحلاوة الايمان والقرب من الله

الوقفه السابعة : الحذر من العجب والغرور ..والالتزام بالخضوع والانكسار للعزيز الغفار
فربما حدثتك نفسك بان لديك رصيد من الحسنات كأمثال الجبال ...او ان زنوبك قد غفرت فرجعت كيوم ولدتك امك ...
وربما تعجبك نفسك بما قدرت على تقديمك رضا الله علىمرضاة شهواتك ورغباتك
فأيايك ثم أياك ثم أياك على الادلال على الله بالعمل فانه يقول عز من قائل ((
ولا تمنن تستكثر ))
فأياك من مفسدات العمل الخفيه كالنفاق والعجب والرياء
وعليك باالانكسار والتذلل لله لكى يبقيك على طاعته ...فهما قدمت لنفسك واعانك الله عليه لايساوى نعمه واحده من نعم الله عليك
ونعمة الله بالهامك الشكر له تقيدك بالشكر لله على اعانتك على شكره

وكل عام وانتم بخير....والى لقاء ان شاء الله


الخميس، ٢ سبتمبر ٢٠١٠

وجــــــــــــــــــــــاء رمضـــــــــــــــــــــــــــان

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ادرك رمضان ولم يغفر له ابعده الله

من رحمة الله على عباده عندما يعرضوا عن عبادته ويقبلوا على الدنيا وينسوا الاخرة ..... ان يرسل اليهم من حين لاخر مواسم الرحمه لينتبهوا من غفلتهم ويعلموا انهم راجعون.. ولا محاله زائلون ...وعلى الاخرة مقبلون.. وعلى اعمالهم محاسبون.....فيخلع المؤمن رداء الذنوب؛ ويلبس ثوب التوبه
اما المنافقون فاحوالهم واحده فى جميع المواسم((
واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراّؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ))
بل انهم يتمنون سرعةانقضاء هذه المواسم لانه ليس عندهم مايقدمونه وحتى لايحول بينهم وبين شهواتهم ومعاصيهم
ورحمة الله لا يدركها الا من سعى لها وضحى من اجلها بشهواته ومحبوباته التى تحول بينه وبين الله تعالى ((وانى لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ))
ومن اعظم مواسم الرحمه واكثرها بركه (شهر رمضان )
ففى هذا الشهر يتاجر المؤمنون مع ربهم ساعين فى التحصل على رحمته وعتق رقابهم من النار
ويقبل المذنبون على خالقهم بعد ان تركوا ماكانوا عليه من المعاصى " حياء من الله وتعظيما للشهر الكريم....بعد ان فتح الله لهم ابواب رحمته ويسر لهم طاعته وناداهم ((وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين ))

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم من ادرك رمضان ولم يغفر له ابعده الله
فمن اشقى واتعس ممن تيسرت له رحمة الله وناداه الله (انك مادعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ماكان منك ولا ابالى )
وكما قال فى ايات الصيام ((اذا سألك عبادى عنى فأنى قريب اجيب دعوة الداع اذا دعانى فليستجيبوا لى ووليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ))
فعندما يكون هذا حالهم مع ربهم... وعندما يحققوا قوله تعالى فى الحديث االقدسى (ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها )
وها هو رمضان بسننه الجميله وتهجده فى الليالى العظيمه ..يفتح لنا ابواب الرحمه والاجابه فاذا سألنا اعطينا.... واذا استعذنا حفظنا
مصداقا لقوله تعالى ((ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولاتحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن اولياؤكم فى الحياة الدنيا وفلا الاخرة ولكم فيها ماتشتهى انفسكم ولكم فيها ما تدعون ))

فان لم ندرك الرحمه والمغفرة فى رمضان فمتى ندركها!... وان لم يكتب لنا العتق من النار فى رمضان فمتى يكتب لنا !..وان لم نسعى فى طلب الجنةفى رمضان فمتى نسعى!
فقد قال الله تعالى: (( ولو ان للذين ظلموا مافى الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامه وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ))

فالمسلم فى رمضان مأمور بترك كثير من المباحات...فمن باب اولى ترك المحرمات مثل التهاون فى الصلاة المفروضه وترك الكذب والغيبه والنميمه والفحش فى القول والنظرالى ماحرم الله...فقد صلى الله عليه وسلم:: (اذا كان صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فأن سابه احداو قاتله فليقل انى صائم )

والا فكيف يوفق لحال الساجدين القائمين الذى يباهى الله بهم ملائكته وقد تلوثت عيناه واذناه بما يغضب الرحمن
وكيف يوفق لليلة القدر من لا هم له الا شهواته وملذاته.... وكيف يكون من عتقاء الله من النار !من يبارزه بالمعاصى....
قال الله تعالى ((افنجعل المسلمين كالمجرمين ))
ولذلك لابد ان يظهر على المؤمن اثر الاعمال الصالحه من خشوع وتذلل فلا غاية من الصيام الا ارضاء الله والتحصل على تقواه

كيف ؟؟؟؟؟........بالاعمال المستحبه فى رمضان
كثرة الصدقه...كان صلى الله عليه وسلم اجود مايكون فى رمضان
قراءة القرءان.... اياك ان تكون ممن يشتكيهم صلى الله عليه
اوسلم يوم القيامه لله تعالى ..((وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذوا هذا القرءان مهجورا ))
وقال صلى الله عليه وسلم: الصيام والقرءان يشفعان للعبد يوم القيامه ؛يقول الصيام رب منعته الطعام والشراب ...ويقول القرءان رب منعته النوم بالليل ...فشفعنى فيشفعان )
وهذا المقام يفوز به من صان صيامه عن كل مايغضب الله وقرأ القرءان بتدبر مستشعرا عظمة كلام الله وحلاوة القرب لله

قيام الليل :قال صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه )
وذلك بشرطين هما الايمان والاحتساب ..زايمانا بالله واليوم الاخر واحتسابا للثواب غير كاره للقيام ...ومهما اطال القيام والسجود فلا يشعر بالملل ولا التضجر ليقينه ان ذلك يقربه الى ربه ويزيد من محبة الله له ومن محبته لله ....وهو كذلك مستشعر ان ما يفعله هنا سوف يلقى جزاءه عند الله غدا ..
يقول الله تعالى((وماتقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا واستغفروا الله ان الله غفور رحيم ))
وايضا لا يدفعه طول قيامه ان يعجب بعمله او ان يمن به على الله ....
بل يعلم ان جميع اعماله لا تساوى شكر نعمه من نعم الله عليه...
بل يشكر الله ان وفقه لعبادته وشكر نعمته...ويستغفر الله على عجزه وتقصيره عن بذل المذيد

السعىللتحلى بصفات عباد الرحمن...(
الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )...(وكانوا قليلا من الليل مايهجعون )
(انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى
ربهم يتوكلون )

وهكذا يظل المؤمن يعرض ايات القرءان على قلبه ...ويقارن نفسه بها فيتمنى لنفسه الخير ويستعيذ من الشر
وكذلك مع ايات الجنه والنار ويكثر من الدعاء فى سجوده طالبا من ربه الهدايه والعتق من النار
وقد قال احد السلف ماتلذذ المتلذذون بمثل مناجاة الرحمن ..... اللهم اجعلنا منهم

الا عتكاف : فى العشر الاواخر من رمضان حرصا على ان يصيب ليلة القدر ومن اراد ان يتحصل على خيرات الله تعالى فى هذه الليله المباركه لابد ان يؤهل نفسه وقلبه ليكون مستحقا لها
وهذا الاستحقاق ليس بعملك ولكن بتوفيق الله لك بان يؤهلك للبعد عن كل شاغل دنيوى حتى لو حلالا
يقول الله تعالى : ((
من كان يريد حرث الاخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله فى الاخرة من نصيب ))

جعلنا الله واياكم من عتقاء النار فى هذا الشهر العظيم

اللهم امين
والحمد لله رب العالمين