الخميس، ٢ سبتمبر ٢٠١٠

وجــــــــــــــــــــــاء رمضـــــــــــــــــــــــــــان

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ادرك رمضان ولم يغفر له ابعده الله

من رحمة الله على عباده عندما يعرضوا عن عبادته ويقبلوا على الدنيا وينسوا الاخرة ..... ان يرسل اليهم من حين لاخر مواسم الرحمه لينتبهوا من غفلتهم ويعلموا انهم راجعون.. ولا محاله زائلون ...وعلى الاخرة مقبلون.. وعلى اعمالهم محاسبون.....فيخلع المؤمن رداء الذنوب؛ ويلبس ثوب التوبه
اما المنافقون فاحوالهم واحده فى جميع المواسم((
واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراّؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ))
بل انهم يتمنون سرعةانقضاء هذه المواسم لانه ليس عندهم مايقدمونه وحتى لايحول بينهم وبين شهواتهم ومعاصيهم
ورحمة الله لا يدركها الا من سعى لها وضحى من اجلها بشهواته ومحبوباته التى تحول بينه وبين الله تعالى ((وانى لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ))
ومن اعظم مواسم الرحمه واكثرها بركه (شهر رمضان )
ففى هذا الشهر يتاجر المؤمنون مع ربهم ساعين فى التحصل على رحمته وعتق رقابهم من النار
ويقبل المذنبون على خالقهم بعد ان تركوا ماكانوا عليه من المعاصى " حياء من الله وتعظيما للشهر الكريم....بعد ان فتح الله لهم ابواب رحمته ويسر لهم طاعته وناداهم ((وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين ))

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم من ادرك رمضان ولم يغفر له ابعده الله
فمن اشقى واتعس ممن تيسرت له رحمة الله وناداه الله (انك مادعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ماكان منك ولا ابالى )
وكما قال فى ايات الصيام ((اذا سألك عبادى عنى فأنى قريب اجيب دعوة الداع اذا دعانى فليستجيبوا لى ووليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ))
فعندما يكون هذا حالهم مع ربهم... وعندما يحققوا قوله تعالى فى الحديث االقدسى (ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها )
وها هو رمضان بسننه الجميله وتهجده فى الليالى العظيمه ..يفتح لنا ابواب الرحمه والاجابه فاذا سألنا اعطينا.... واذا استعذنا حفظنا
مصداقا لقوله تعالى ((ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولاتحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن اولياؤكم فى الحياة الدنيا وفلا الاخرة ولكم فيها ماتشتهى انفسكم ولكم فيها ما تدعون ))

فان لم ندرك الرحمه والمغفرة فى رمضان فمتى ندركها!... وان لم يكتب لنا العتق من النار فى رمضان فمتى يكتب لنا !..وان لم نسعى فى طلب الجنةفى رمضان فمتى نسعى!
فقد قال الله تعالى: (( ولو ان للذين ظلموا مافى الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامه وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ))

فالمسلم فى رمضان مأمور بترك كثير من المباحات...فمن باب اولى ترك المحرمات مثل التهاون فى الصلاة المفروضه وترك الكذب والغيبه والنميمه والفحش فى القول والنظرالى ماحرم الله...فقد صلى الله عليه وسلم:: (اذا كان صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فأن سابه احداو قاتله فليقل انى صائم )

والا فكيف يوفق لحال الساجدين القائمين الذى يباهى الله بهم ملائكته وقد تلوثت عيناه واذناه بما يغضب الرحمن
وكيف يوفق لليلة القدر من لا هم له الا شهواته وملذاته.... وكيف يكون من عتقاء الله من النار !من يبارزه بالمعاصى....
قال الله تعالى ((افنجعل المسلمين كالمجرمين ))
ولذلك لابد ان يظهر على المؤمن اثر الاعمال الصالحه من خشوع وتذلل فلا غاية من الصيام الا ارضاء الله والتحصل على تقواه

كيف ؟؟؟؟؟........بالاعمال المستحبه فى رمضان
كثرة الصدقه...كان صلى الله عليه وسلم اجود مايكون فى رمضان
قراءة القرءان.... اياك ان تكون ممن يشتكيهم صلى الله عليه
اوسلم يوم القيامه لله تعالى ..((وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذوا هذا القرءان مهجورا ))
وقال صلى الله عليه وسلم: الصيام والقرءان يشفعان للعبد يوم القيامه ؛يقول الصيام رب منعته الطعام والشراب ...ويقول القرءان رب منعته النوم بالليل ...فشفعنى فيشفعان )
وهذا المقام يفوز به من صان صيامه عن كل مايغضب الله وقرأ القرءان بتدبر مستشعرا عظمة كلام الله وحلاوة القرب لله

قيام الليل :قال صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه )
وذلك بشرطين هما الايمان والاحتساب ..زايمانا بالله واليوم الاخر واحتسابا للثواب غير كاره للقيام ...ومهما اطال القيام والسجود فلا يشعر بالملل ولا التضجر ليقينه ان ذلك يقربه الى ربه ويزيد من محبة الله له ومن محبته لله ....وهو كذلك مستشعر ان ما يفعله هنا سوف يلقى جزاءه عند الله غدا ..
يقول الله تعالى((وماتقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا واستغفروا الله ان الله غفور رحيم ))
وايضا لا يدفعه طول قيامه ان يعجب بعمله او ان يمن به على الله ....
بل يعلم ان جميع اعماله لا تساوى شكر نعمه من نعم الله عليه...
بل يشكر الله ان وفقه لعبادته وشكر نعمته...ويستغفر الله على عجزه وتقصيره عن بذل المذيد

السعىللتحلى بصفات عباد الرحمن...(
الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )...(وكانوا قليلا من الليل مايهجعون )
(انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى
ربهم يتوكلون )

وهكذا يظل المؤمن يعرض ايات القرءان على قلبه ...ويقارن نفسه بها فيتمنى لنفسه الخير ويستعيذ من الشر
وكذلك مع ايات الجنه والنار ويكثر من الدعاء فى سجوده طالبا من ربه الهدايه والعتق من النار
وقد قال احد السلف ماتلذذ المتلذذون بمثل مناجاة الرحمن ..... اللهم اجعلنا منهم

الا عتكاف : فى العشر الاواخر من رمضان حرصا على ان يصيب ليلة القدر ومن اراد ان يتحصل على خيرات الله تعالى فى هذه الليله المباركه لابد ان يؤهل نفسه وقلبه ليكون مستحقا لها
وهذا الاستحقاق ليس بعملك ولكن بتوفيق الله لك بان يؤهلك للبعد عن كل شاغل دنيوى حتى لو حلالا
يقول الله تعالى : ((
من كان يريد حرث الاخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله فى الاخرة من نصيب ))

جعلنا الله واياكم من عتقاء النار فى هذا الشهر العظيم

اللهم امين
والحمد لله رب العالمين



هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

امى العزيزة جزاكى الله كل خير عن هذة الموعظة والارشاد المتكامل بجد حضريتك حضرتى موضوع متاكامل العناصر والله ابهرنى جدا جدا جدا تمنيت لو ان شيوخ المساجد استوعبوا الدين بطريقتك وسردوا على المسلمين بنفس بهذا الاسلوب والمنهج يااااااه اكيد كنا هنقدر مناسك الله واكيد حياتنا كانت هتختلف بكتير جدا عن اللى بنشوفه وبنعيشة دلوقتى..
امى العزيزة تحياتى الخاصة وتحياة اكيد كل اخواتى كل سنة وانت طيبة قبل الجميع عيد سعيد ان شاءالله وليلة قدر مدروكة ومجب فيها بازن الرحمن الدعاء والعتق ..
جعل الله ما كتبتى فى ميزانك خالص لله ورفع به درجاتك

غير معرف يقول...

كل سنة وانت طيبة ياامى عيد فطر سعيد عليكى وعلى من تحبى النهاردا الوقفة وقولت اول حد ابلغة يكون امى ربنا ما يحرمنا من تواجدك بينا يارب
واكمل على باقى اخواتى بقى اروح اقولهم هما كمان

اسماء واحلام فى وجدانى يقول...

كل سنة وحضرتك طيبة وبخير دايما يارب

أ / أحمد عبد المنعم يقول...

كل عام وأنتم بخير