الثلاثاء، ٢٤ فبراير ٢٠٠٩

وجهة نظر

بسم الله الرحمن الرحيم
كانت انثى وجميله واجمل ما فيها قلبها الذى يملؤه الحنان ....كانت حنان يتحرك على الارض ليسقى جميع المخلوقات من الطيبة والهدوء .....طيبة القلب الذي لا يعلم من الدنيا الا الحب لا يعلم الا السلام مع النفس ومع الاخرين وتزوجت حنان برجل كل مشاعره جميله لقد جمع الله قلبين في بيت واحد قلبين يريان الدنيا بمنظار واحد....منظار الحنان منظار لا ترى الدنيا من خلاله الا وهى ممتلئة بالورود....ورود الحب الحمراء.....ورود الحنان البيضاء.....ورود الاخلاص الزرقاء.....يتخللها الاوراق الخضراء التى تعطى للدنيا طابع التسامح والنقاء
كانت حياتهما لوحة الزهور الجميله التي رسمت على صفحة السماء بيد من ابدع للحب مكان فى قلوب الطاهرين
اعطت حنان من نبع قلبها الصافى لزوجها وولديها الحب الذى يغمر القلب فيسعده...يدفأ الجسد فيرفل في أحلام من الهناء الامتناهى حتى انهم كانوا لا يشعرون هل هم في حلم أم في قصه اسطوريه تملئها الرومانسية فتفيض على الكون بهاء
انها حياتهم التى عاشوها فى غفلة من الزمان الذى لا يترك لااحد العنان ان يحيا بامان
مع مرور الاعوام وانقضاء الزمان مات الاب فى ريعان الشباب
وبقيت الأرملة الحزينة تزوي....فلم تعد تجد الراوي لشجرة حبها الظمئان.....ولكنها وفى غمرة حزنها الطاهر على ابو ولديها اليتيمان وجدت يد دافئة ووجه صافى يلتصقان بخديها ويمسحا دموعها بنفس الحنان الذى كان يعطيه لها زوجها ويغدقا عليها نفس المشاعر الفياضة بالحب حتى انها اعتقدت انها كانت تحلم وان موت زوجها ماكان ألا كابوس وقامت تتلفت لتصحو من نومها وتستعيذ بالله من الشيطان
فلم تجد زوجها .... ولكنها وجدت ارق زهرتين واطهر قلبين ....وجدت البراءة تلفها برداء من الامان
نحن يا امى نحبك نحن يا امى لا نريد ان تبكى نحن رجلان كاأبي الذي مات سنحبك ونخاف عليك ونرويك بكأس ملؤه الحب والحنان حتى تظلي لنا نبع السعادة ونمسح عن عينيك دموع الأحزان فلا نرى فى الدنيا إلا سماء الحب ولا نشرب الا ماء السعادة ونتنفس هواء الأمان ونعيش سويا كما كان يريد ابانا لنا فى سعادة واطمئنان
استيقظت حنان على كلام ولديها اللذان لا يتعدى عمرهما معا10سنوات
كيف يقولان لها هذا الكلام ومن اين جاءا به ومن علمهما ....كيف عرفا انه امنية والدهما لهما ولها
كيف عرفا ان أبوهما كان هو من يسقى الشجرة التى تظلل عليهم جميعا
وكيف عرفا انهما امتداد له
استيقظت حنان على من يمسح دموعها ويقبلها فى خدها فنفضت عن بيتها الأحزان
وأخذت ولديها فى حضنها تبتسم لهما فى رقه..... أنهما امتداد زوجها الغائب
ان زوجها لم يمت انه حى ينظر اليها بعينين جميلتين ويمد يده اليها برفق كسابق العهد معها ليرقص معها رقصة سعادة الايام
قالت حنان: سأحيا لولداى سيكونان لى الزوج وأكون لهما الام والحبيبة وأعيش معهم نقتسم الحب كما كان
وكبر الولدان وأصبحا رجلين مكتملا الرجولة وأصبح كلا منهما يبحث عن حبه الذى يتمنى ان يملا قلبه كحب أبيه لامه وحب امه لأبيه
وعادت الأيام تشعر حنان بالوحدة بالبرودة عادت لتشعرها بالفراغ الا متناهي فى صحراء الايام
فقد ذهب احدهما الى الجيش والثانى يعيش فى صفحات الكمبيوتر والنت يبحث عن الجميلات الحسناوات التى يشبهن امه فى حنانها وطيبتها
إن انشغالهما عنها ليس برضاهم انه غصب عنهما فقد كان الأول يقضى ضريبة فرضها الوطن عليه
والثاني في اعتقاده انه مشغول عنها بها
ولكن طال الانشغال واصبحت الام تنتظر منهما السؤال ....انها تعيش معهما فى غربه فكلا منهما اصبح فى حال غير الحال
لقد احب الاول اخت صديقه ويطالب بالزواج منهاوهاهى تستعد لتلبية طلبه فهو ابنها الغالى الذى عمره مارفض لها طلبا فكيف ترفض هى الان ان يسعد ويهنأ بمحبوبة قلبه
واصبحت المشكله فى ابنها الثانى الذى عشق الكمبيوتر وكانه هو النوم والطعام
تدعوا له وتبكى لله ان ينسى هذا الشيطان القابع بجوار شباك المنزل يمنع عنه شمس الحقيقه وهواء الحريه
ابنى الذى كان لمسة الحنان....ابنى الذى كان همسة عشق لامه وطيبة وامان
ابنى اين انت؟؟؟؟؟؟
فلتكلمنى فلتحدثنى فلتحكى معى ماذا يحدث خلف الجدران؟؟؟
انى امك ليس لى غيرك....فلقد فرحت لااخيك ....واتمنى ان افرح لك فى يوما آخر
ماذا تقول؟؟.....انها حياتك انت...... وما انا الا السجان
ابنى ....كيف هان عليك ان تقولها وهل كنت فى يوم الا الأمان !!! هلى كنت فى حياتكما انت وأخوك الا بئر حنان!!! اصبحت انا السجان تهرب منى للنسيان
تنسى على شاشة الكمبيوتر ذلك السجن المغطى بالقضبان
اه ياقلبى اه يا حزنى اه ياعينى
ابكى ياقلبى على ماضى الزمان
اه ياحزنى على زكريات تقطع كبد الانسان
ابكى ياعينى فلا اصبح بالدنيا حنان ولا امان
وولكن حنان وجدت بالباب من يرن عليها الياب
فتحته لتجده ....انه هو....هو زوجها فقد كان غائب ...ذهب ليحضر لهما كعكة ميلاد ابنهما الذى مازال يلعب على هديته التى طلبها فى عيد ميلاده الرابع.... انه الكمبيوتر
اه من الشيطان.....اه من الكمبيوتر......اه من الاحلام
واستيقظت حنان
لابد ان تحطم هذا الشيطان.......انه كابوس الامانى .....انه عدو الانسان

هناك ٦ تعليقات:

thunder يقول...

على الرغم من انى لاارى فى الكمبيوتر شيطان لانه فعلا اوقات كتير بيصبح ادمان رغم امداده لينا بكم معلومات غير محدود لكن المقابل بنفقد التخاطر او الحياة الاجتماعية امى العزيزة القصة حاسس فيها بى اسقاط نوع ما لكن حضريتك عارفة ان الحياة معادلات وكلها نتائج
ودا ضريبة من ضرايب الحياة على قسوة الاحساس بى الوحدة لكن فى قلوب بتمدد من كل حدب تطمن ودا بيكسر بعض الشئ الوحدة لكن القصة مميزة اوى ياامى اوى ربنا يديم عليكى ياااااارب الصحة ويوفقك لكل خير ياااااااااااااااااااااااارب ومرة تانية اااسف بجد لانى مكانتش فاهم المرة اللى فاتت

رحلتنا في الحياة يقول...

مش عارفة الكمبيوتر فعلا بيعد الناس عن بعضها مش هنكر ان فى الاول مكنتش بحب اقعد مع اهلى وانشغلت بالكمبيوتر وولا باكل ولا بشرب ولا بخرج وعصبية بشكل لا يصدق واى حد يتكلم على الكمبيوتر اثور عليه يعنى كانت فاكرة انى لقت نفسى وانا بتصفح صفحات النت عامل غريب زى البحر كل ما تعوم فيه تكون عايز تعوم اكتر بس الحمد لله رجعت تانى لما اتاكدت ان اهم شئ فى الدنيا يكون جبنك ناس بتحبك وبتهما مصلحتك

Beram ElMasry يقول...

الاخت العزيزة . الفراغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(عمرهما معا10سنوات) .... هذه الجملة خدعتنى ورحت احسب عمر الزواج السعيد واستنتجته عشر سنين بالخطا ، ثم كرهت الكمبيوتر الذى دفع ابنها للعقوق والانصراف عن امه ، وفى لحظة مر بخاطرى انك حنان ومرة اخرى ربما تكون حنان ابنتك المسافرة وتاكلان الجيلاتى عندما تعود من السفر
ثم يتضح انه كابوس ، فيطفو على السطح سؤال ،
ما المبرر لهذا الكابوس عند امراة تعيش هذه السعادة
لو نوهت فى البداية ان حكايتك قصة لاختلف الوضع بالنسبة لى
لك تحياتى والسلام عليكم ، ولا سلام مع اليهود

الفراغ يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
عرفتك بسيرجو ومش هانسى الاسم ده
كلامك مظبوط..لكن الحياه الاجتماعيه مهمه جدالانك بتؤثر بوجودك فيمن حولك...وكما لك حق عليهم...عليك واجب لهم
...................................
حبيبتى ايوشه:اشكرك على كل كلمه...بس مين يسمع ومين يفهم
..................................
الاخ العزيز بيرم المصرى
بداية لا سلام مع اليهود
كنت نفسى اعرف الفرق من كونها قصتى او حكايه والسلام ولك ان تعرف ان فى كل حكايه جزء من حياة كاتبها
اما ماالمبرر لهذا الكابوس فى حياة من تعيش هذه السعاده ..........فهذا يرجع لكل انسان حسب تقديره...

s.m يقول...

ربنا يخاليكى ليا يامى يااااااااااااارب وانا هفضل بى الاسم دا على طول طبعا لكن المدونة لما رحت معرفتش ارجعها بنفس الاسم فغيرت ومستنى امى تشوفها وتقولى راية فى البوسيت الجدد طبعا

المعتصم يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امنا العزيزة
تحياتى
القصه مؤثرة جدا وحزينة صحيح هى فيها اسقاط واكيد فيها جزء من قصة حياتك
بس ياامى هى الدنيا على كده على طول يعنى حتى لو الابن ماكنش قاعد على الكمبيوتر كان هيخرج ويشتغل ويتفسح مع اصحابه والدنيا هتاخده برضو
يعنى فى كل الحالات هينشغل عن امه وهى هتحس بالفراغ
والحل انها هى تشغل نفسها بأى حاجه مفيده تلاقى نفسها بترتحلها وتعملها
تبنى علاقات اجتماعيه مع ناس زيها هتلاقيهم كتير ويكونو مع بعض يؤنسو وحدة بعضهم والمحبه بينهم مش لغرض الا انهم يروحو عن نفسهم
وتشغل وقتها بالذكر والدعاء
ومع كل ده ربنا اكيد اكيد هيصبرها ويهون عليها
امى العزيزة مش عاوز احس بالحزن اللى حاسه فى المدونة وعاوز ادخل المرة الجايه ان شاء الله الاقى بوست سعيد وكله فرح وامل وحب
تحياتى ودمتى لنا بكل خير وود
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته